فتنة انبياء ام اخطاء علماء

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

يجب أولاً أن ننتبه لكلامنا أدباً حين التحدث عن الأنبياء ...
و لنتسائل أولاً : هل أخبر الله جل وعلى في كتابه أن الأنبياء أخطأوا
أم أن العلماء هم من قالوا هذا ...
هل سمعنا أحد الصحابة رضوان الله عليهم يقول أن النبي أخطأ
أو الأنبياء أخطأوا ....

هذه ليست أخطاء إنما فتنة وهنالك فرق هائل بين الخطأ وبين الفتنة .
مثلاً هل تعتقدون أن الغفلة : خطأ أم فتنة .
هي بالتأكيد خطأ ... معناها أن النبي يغفل عن كثير من الأمور ...

طيب رمي الجسد كما ذكر عن سيدنا سليمان هل قال الله
أنه أخطأ أم قال أننا فتناه ...
قال الله :
ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب [صـ : 34]
يعني أن الله هو من فتنه ولم يخطئ من ذات نفسه ...

لننتبه كثيراً إخوتي بالله .
ففي كلامنا آثام ونخشى أن نكون نغتاب الأنبياء فحينها الطامة الكبرى علينا
والخشية الأعظم أننا نتهمهم بالخطأ والعياذ بالله .

حتى الملكين الذين يعلمان الناس السحر ( ليس خطأ ما قاما به ) إنما فتنه :
واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا
يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد
حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه
وما هم بضآرين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم
ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق
ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون [البقرة : 102]

الخطأ للبشر فقط , الدليل هو التالي :
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا
أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا
ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين [البقرة : 286]

وأيضاً :
ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين
ومواليكم وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم
وكان الله غفورا رحيما [الأحزاب : 5]

هذا بالنسبة للبشر واضح وضوح العيان أما بالنسبة للأنبياء
لننتبه جيداً لما يقول الله :
قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء
ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات
وقليل ما هم وظن داوود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب [صـ : 24]

لم يقل الله أن داوود أخطأ بل قال ظن أننا فتناه ...

أنا اطلب من الجميع أن يأتيني بحديث أو آية من القرءان الكريم يظهر أن الله قال
لقد أخطأ النبي المرسل .

حتى سيدنا آدم لم يقل الله لنا أن آدم أخطأ بل قال :
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم [البقرة : 37]

يجب أن نتأدب بالحديث عن الأنبياء إخوتي بالله ... لأنهم صفوة إختارها الله
لإنزال الدين فهل معقول أن هذه الصفوة عجزت أن تمسك نفسها عن الأخطاء
الدنيوية وأخطأت ... معاذ الله .

أحسنت أخ سائد الانبياء لا يخطئون ولكنهم كانوا يفتنون وهذا بإرادة الله عز وجل وذلك لتعليم الناس بعض الامور .