من مفارقات الدهر العجيبة أن قادة المبادرات الشجاعة لنصرة القضايا الإنسانية المسلمة لا يدينون بدين الإسلام، ولا يتلون القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار, في المقابل يبدو المشهد خال من عمائم الإسلام ورموزه من العلماء والفقهاء، حيث تركوا ساحة المعركة المقدسة يتصدرها غيرهم.
بقدر فخرنا بالرجل الشجاع "جورج جلوي" وبالفتاة المقدامة "راشيل كوري" وغيرهم الذين ضحوا بحريتهم وامتيازاتهم، بل وبأرواحهم من أجل المسلمين المستضعفين، فإننا نستهجن السلبية الممجوجة فيمن نتوسم بهم الزعامة الدينية للمسلمين.
(1)
رحم الله زماناً كان فيه العلماء طليعة التغيير في مقدمة الصفوف, ولا أهلاً ولا سهلاً بحقبة تاريخية عَثرَة أصبح فيها العلماء تبعاً لمبادرات التغيير من خارج الأمة، الذين في غالبيتهم من غير المسلمين أصلاً ولا فصلاً.
لقد ولى زمن العز بن عبد السلام والأمام أحمد بن حنبل وغيرهم الذين شكلوا معادلة التأثير الحقيقية، ونحتوا في عقول الجيل قيمة العلماء وهيبتهم، ودفعوا ثمن ذلك من سني عمرهم في الزنازين, ومن لحوم أجسادهم التي التصقت على حوائط الناس.
إن الهيمنة السلطانية على عمائم المسلمين والتي قوبلت بالخنوع والركون حولت العلماء من قادة للتأثير إلى أدوات مملوكة تتحرك في مربع المسموح والمتاح والممكن .. الخ محاطون بجدر السياسة والمال.
(2)
وإلى الذين يخافون على أنفسهم من الجراح نقول: ويحكم يا قوم "أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل", هل سمعتم يوماً عن عالم فذ لمع اسمه في سجلات التاريخ، وساهم في صناعة الحياة وتشكيل الوقائع, فعل ما فعل وسَلِمَ من السجن أو الإبعاد أو القتل أو حتى التشهير؟!
هل مر بكم في سطر من كتب التاريخ أن عالماً أرضى الله ودينه بحق وكانت علاقته مع سلطانه يسودها الوئام والحنان؟! كلا, لا يجتمع التأثير والتغيير مع الراحة والهناء, وإن النعيم لا يدرك بالنعيم, والناس لا يلقون بالحجارة إلا النخيل المثمر, ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر.
دمُ الثـوارِ تعرفهُ فرنسـا... وتعـرفُ أنهُ نـورٌ وحـقُّ***وللحريةِ الحمـراءِ بـابٌ... بكل يدٍ مضرَّجـَةٍ يُـدقُّ
إن اختياركم للطريق الأسهل والأملس اختيار محبب إلى النفس لا عنت فيه ولا شوكة, غير أنه لن يؤدي بكم إلا إلى النهايات العادية التي ينتهي إليها 99% من الناس على قاعدة "السلامة غنيمة".
أما عن الطريق الثاني وفيه ما فيه من عنت ونصب ووصب فإن نهايته إلى عالم المجد مع الخالدين في سجلات العز والشرف, وصحيح أن الجسد في اللأواء يفنى ولكن تبقى الأفعال الشجاعة الصادقة حياة تتجدد, فالموت في درب الهدى ميلاد.
(3)
رسالة العلماء الحقيقية هناك في الصف الأول من الجيش المقدام, وعلى الثغور المشتعلة, وفي الثكنات المتاخمة, وفي مقدمة القوافل الشجاعة برا وبحرا لغوث المعوزين, وليس فقط في قاعات الجرح والتعديل وتخريج الأحاديث وعند أرفف المكتبات وأمام كاميرات الفضائيات!.
إن لم تؤثر آيُ القرآن في سورة الأنفال والتوبة بعلماء التفسير وتحملهم على فعل شيء! فلا طائل من حفظها وترديدها في الصلوات.
وإن كان العلم الذي في الصدور لا يؤدي إلى تحرير الأوطان، وإنقاذ الملهوفين، ونصرة المقدسات، وحماية الأعراض، والذود عن الحياض, فلا بارك الله فيه ولا زاد من حملته إلى يوم يبعثون, ونسأل الله أن يغفر لنا ولهم ولا يفتنّا بعدهم ولا يحرمنا أجرهم, والفاتحة عليهم.
بقدر فخرنا بالرجل الشجاع "جورج جلوي" وبالفتاة المقدامة "راشيل كوري" وغيرهم الذين ضحوا بحريتهم وامتيازاتهم، بل وبأرواحهم من أجل المسلمين المستضعفين، فإننا نستهجن السلبية الممجوجة فيمن نتوسم بهم الزعامة الدينية للمسلمين.
(1)
رحم الله زماناً كان فيه العلماء طليعة التغيير في مقدمة الصفوف, ولا أهلاً ولا سهلاً بحقبة تاريخية عَثرَة أصبح فيها العلماء تبعاً لمبادرات التغيير من خارج الأمة، الذين في غالبيتهم من غير المسلمين أصلاً ولا فصلاً.
لقد ولى زمن العز بن عبد السلام والأمام أحمد بن حنبل وغيرهم الذين شكلوا معادلة التأثير الحقيقية، ونحتوا في عقول الجيل قيمة العلماء وهيبتهم، ودفعوا ثمن ذلك من سني عمرهم في الزنازين, ومن لحوم أجسادهم التي التصقت على حوائط الناس.
إن الهيمنة السلطانية على عمائم المسلمين والتي قوبلت بالخنوع والركون حولت العلماء من قادة للتأثير إلى أدوات مملوكة تتحرك في مربع المسموح والمتاح والممكن .. الخ محاطون بجدر السياسة والمال.
(2)
وإلى الذين يخافون على أنفسهم من الجراح نقول: ويحكم يا قوم "أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل", هل سمعتم يوماً عن عالم فذ لمع اسمه في سجلات التاريخ، وساهم في صناعة الحياة وتشكيل الوقائع, فعل ما فعل وسَلِمَ من السجن أو الإبعاد أو القتل أو حتى التشهير؟!
هل مر بكم في سطر من كتب التاريخ أن عالماً أرضى الله ودينه بحق وكانت علاقته مع سلطانه يسودها الوئام والحنان؟! كلا, لا يجتمع التأثير والتغيير مع الراحة والهناء, وإن النعيم لا يدرك بالنعيم, والناس لا يلقون بالحجارة إلا النخيل المثمر, ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر.
دمُ الثـوارِ تعرفهُ فرنسـا... وتعـرفُ أنهُ نـورٌ وحـقُّ***وللحريةِ الحمـراءِ بـابٌ... بكل يدٍ مضرَّجـَةٍ يُـدقُّ
إن اختياركم للطريق الأسهل والأملس اختيار محبب إلى النفس لا عنت فيه ولا شوكة, غير أنه لن يؤدي بكم إلا إلى النهايات العادية التي ينتهي إليها 99% من الناس على قاعدة "السلامة غنيمة".
أما عن الطريق الثاني وفيه ما فيه من عنت ونصب ووصب فإن نهايته إلى عالم المجد مع الخالدين في سجلات العز والشرف, وصحيح أن الجسد في اللأواء يفنى ولكن تبقى الأفعال الشجاعة الصادقة حياة تتجدد, فالموت في درب الهدى ميلاد.
(3)
رسالة العلماء الحقيقية هناك في الصف الأول من الجيش المقدام, وعلى الثغور المشتعلة, وفي الثكنات المتاخمة, وفي مقدمة القوافل الشجاعة برا وبحرا لغوث المعوزين, وليس فقط في قاعات الجرح والتعديل وتخريج الأحاديث وعند أرفف المكتبات وأمام كاميرات الفضائيات!.
إن لم تؤثر آيُ القرآن في سورة الأنفال والتوبة بعلماء التفسير وتحملهم على فعل شيء! فلا طائل من حفظها وترديدها في الصلوات.
وإن كان العلم الذي في الصدور لا يؤدي إلى تحرير الأوطان، وإنقاذ الملهوفين، ونصرة المقدسات، وحماية الأعراض، والذود عن الحياض, فلا بارك الله فيه ولا زاد من حملته إلى يوم يبعثون, ونسأل الله أن يغفر لنا ولهم ولا يفتنّا بعدهم ولا يحرمنا أجرهم, والفاتحة عليهم.
الخميس 06 أبريل 2023, 01:31 من طرف المهندس رائد الجندي
» افضل ساعتين في يوم رمضان
الخميس 06 أبريل 2023, 01:30 من طرف المهندس رائد الجندي
» ليلة القدر
الخميس 06 أبريل 2023, 01:30 من طرف المهندس رائد الجندي
» أسأل الله لكم فى شهر رمضان
الخميس 06 أبريل 2023, 01:29 من طرف المهندس رائد الجندي
» كل عام وانتم بخير
الخميس 06 أبريل 2023, 01:28 من طرف المهندس رائد الجندي
» موقع رائع في رمضان
الخميس 06 أبريل 2023, 01:28 من طرف المهندس رائد الجندي
» حين كبرت وعرفت حقيقة الهند تمنيت أن أكون هندياً
السبت 25 فبراير 2023, 23:14 من طرف المهندس رائد الجندي
» آل الجندي في مصر
الثلاثاء 27 أبريل 2021, 14:55 من طرف المهندس رائد الجندي
» سلامي لجميع أفراد عائلة الجندي
السبت 10 أبريل 2021, 18:01 من طرف المهندس رائد الجندي
» أنتشار آل الجندي
الأربعاء 20 يونيو 2018, 13:21 من طرف husam
» تصريح موثق لنسب الجندي للعباسين
الأربعاء 20 يونيو 2018, 13:16 من طرف husam
» عائلة الجندي في اليمن
الأربعاء 20 يونيو 2018, 13:13 من طرف husam
» أصل العائلة بين الموروث الأزدي و النسب العباسي
الأربعاء 20 يونيو 2018, 12:20 من طرف husam
» نبذات الوصل لذرية أمير المؤمنين الخليفة أبي جعفر منصور المستنصر بالله العباسي
الأربعاء 20 يونيو 2018, 12:00 من طرف husam
» جد عائلة الجندي الفرع الذي كان يقطن المنسي وذريته
الأربعاء 15 يونيو 2016, 21:43 من طرف المهندس رائد الجندي
» كل عام وأنتم بخير - شهر رمضان
الأربعاء 15 يونيو 2016, 21:42 من طرف المهندس رائد الجندي
» نعي سيده فاضله
الجمعة 14 نوفمبر 2014, 19:28 من طرف Admin مدير الموقع
» السلام عليكم
الثلاثاء 30 سبتمبر 2014, 18:14 من طرف Admin مدير الموقع
» كل عام وجميع أفراد آل الجندي في كل مكان بالف خير
السبت 27 سبتمبر 2014, 14:33 من طرف أنور الجندي
» كل عام وانتم بخير بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك
الجمعة 26 سبتمبر 2014, 19:07 من طرف Admin مدير الموقع