في زمن العجب العجاب: اسرائيل في بيتنا ورمضان وعائلته في التخشيبة!
لينا أبو بكر
2010-09-01
هنا فضائيات، حيث الطبخ والنفخ التلفزيوني المتعدد النكهات، وحيث الفهلوات الإعلامية المثيرة للشفقة، والشقلبات الدرامية (اللي على قفا مين يشيل) في رمضان، وكل هذا سلمنا فيه ولا حول ولا قوة، أما أن يهل علينا زمن المفاوضات المباشرة زمن العجب العجاب بفضاء ملغوم بالمنتوجات الاسرائيلية فهذه سابقة فضائية مشينة بحق رمضان والأشهر الحرم جميعها! لأنه حتى في الأشهر الحرم يباح القتال ردا للعداوة، ونحن وفي هذا الشهر الكريم الذي انتصر فيه المسلمون في غزوة بدر وموقعة عين جالوت وفتح مكة وعمورية والأندلس والهند ونصر أكتوبر 73، نضع الآن سلاحنا الأخير 'المقاطعة' ونرفع راياتنا البيضاء عاليا في فضاء مدجج بالدعايات التجارية المخصصة للمنتوجات الاسرائيلية، فماذا عسانا نقول؟ اللهم إن الأمة صائمة عن المقاطعة ومفطرة على الدعاية، فأية 'هزلت' تكفي لهذه الواقعة الرمضانية المخزية، بحق أخلاقنا كبشر قبل كوننا أمة إسلامية؟ قبل أعوام خلت بدأ حراك ثوري شعبي عام في الشارع العربي يلبي الدعوة التوعوية إلى شن المعركة الأكثر خطورة في تاريخنا المعاصر، ألا وهي المعركة الاقتصادية، من خلال مقاطعة المنتوجات الأمريكية والاسرائيلية بعد مذبحة مخيم جنين '29/ 3 9/4 2002، وقد أثمرت تلك المعركة نصرا استثنائيا قدرت نتائجه بخسارة مقدارها 250 مليون دولار هزت الاقتصاد الأمريكي، الذي سبقه إلى الخسارة بأعوام الاقتصاد الإسرائيلي بمقدار 90 مليار دولار، ولكن من الذي شد من أزر ذلك الانهيار الاقتصادي حينها؟ إنه ـ بعض - فضائنا الذي كثف إعلاناته التجارية لمجموعة المطاعم الأمريكية الاسرائيلية في بلادنا، بحجة أن في المقاطعة قطع أرزاق للعاملين فيها من أبناء الأمة! علما بأن مقاطعة تلك المطاعم شكلت ما محصلته 50 ' من مجموع النسبة العامة للخسارة، فكيف نفرط بهذا السلاح الاستراتيجي الذي سبقنا إليه الفلسطينيون عام 1922، والمناضل الهندي غاندي واليابانيون بعد الحرب العالمية الثانية والكوبيون منذ أربعين عاما؟ ما الخطة الفضائية المثيرة للشك؟ ربما انها خطة صلة الرحم مع أبناء عمومتنا والله أعلم! ولكن ماذا تقول في مقاطعة الشركات الاسرائيلية في المستوطنات من قبل شركات عالمية في النرويج والسويد وحتى فرنسا، مما أدى إلى خفض معدل إنتاجها بنسبة 40 '؟ أين نحن من هذا الحراك الإنساني الشريف؟ كيف لفضائنا أن يبارك - وفي رمضان كمان دولة الأبارتهايد (Apartheid) بكل هذا الإغواء الفضائي المبتذل للمنتوجات الاسرائيلية، ابتداء بالمشروبات الروحية والساخنة والمعطرات الجوية والعطور ومساحيق الغسيل وليس انتهاء بالمبيدات الحشرية التي أصابتنا بحالة هرش جماعي لمجرد رؤيتها، من خلال الفواصل الإعلانية الهابطة في هذا الفضاء الذي نقل اسرائيل من موقعها الجغرافي الافتراضي إلى بيتنا، حتى أنه لو اغترب أي اسرائيلي عن موقع الكيان الصهيوني الافتراضي ذاك لما شعر بالغربة لأنه سيعثر على صناعاته الوطنية في صحوننا الطائرة كوجبة إفطار ملغومة، واللهم إن أمتي تصوم عن الطعام وتفطر على الفواصل التجارية المشبوهة فأين الرقابة الإعلامية لما تنعدم الرقابة الأخلاقية؟
فضاؤنا يرفع الراية البيضاء، ويودع زمن صناعة البطولة التاريخية في رمضان ليستقبل زمن صناعة الدراما والبطولات الوهمية والفواصل العنصرية بالإعلانات التجارية إياها، فتعتب على 'مين' والمفاوضات المباشرة على ودنه؟ هذا ليس زمن العجب العجاب، إنما زمن تطبيع لاسلكي، تطبيع فضائي على عينك يا ستالايت!
الموضة
الموضة الرائجة لفواصل إعلانية مبالغ فيها حد اللامعقول، ليس لأن الوقت المخصص للفاصل أكثر من المسلسل نفسه فحسب، بل لأن طريقة وأسلوب حبكه تثير الاشمئزاز منه أكثر من الانجذاب إليه، الدعاية أيضا تأتيك على حلقات فكم مرة من عرض دعاية تفاجأ باستطراد يُتم حكاية الدعاية الأولى ويتفوق عليها بالمبالغة و(السماجة)، لا بل إنه لا يراعي معايير المشاهدة الخالية من الشوائب اللاإنسانية، وإلا ماذا تسمي توظيف طفلة هي بطلة في أحد المسلسلات الكوميدية في مقالب لاإنسانية مع زميل والدها - في المسلسل - من أجل الترويج لأحد المنتوجات بحيث تجتهد الطفلة بترتيب مقالب قد تودي بحياة الرجل، مما يخل بالذائقة والمنطق الأخلاقي بالتعامل مع العامل التجاري البحت البعيد كل البعد عن مواصفات ضمان الأمان والسلامة لأطفال من نفس عمر الفتاة او يصغرونها قد تعرضهم مشاهدتها لخطر تقليدها، وبالتالي التسبب في كوارث (ما يعلم فيها إلا ربنا) وكل هذا لماذا؟ للاستئثار بالمنتج بأية وسيلة وأي ثمن فأية قيمة إنسانية وأخلاقية هذه؟ في هذه الإعلانات المسفة دعوة غير مباشرة أو قل مباشرة ما دامت النتيجة واحدة - للتخلي عن كل المبادئ والأسس السليمة في التعاطي مع الآخرين بأسلوب مهذب وقويم، ثم إنه إخلال متعمد بمنطق التربية الصحيحة وتشويه لصورة العلاقات الاجتماعية الطبيعية بين البشر مما يجافي الحس الفكاهي في الحلقة الإعلانية ويقترب من التخبط التجاري المعاق أخلاقيا، بلا أدنى إحساس بالمسؤولية ولا احترام لإحساس أو مخيلة الطفل المشاهد، أما من رقابة على هذه المواد الإعلانية المستهجنة تحدد لها شروطها الخاصة قبل الأخذ بها؟ أم أن العامل المادي له الأولوية قبل أية اعتبارات أخرى؟ العتب على مين إذن؟ العتب على الفضاء 'اللي ولا على باله'!
رجل المهمات الصعبة
أوافق الزميلة ميساء التي كتبت في هذه الزاوية رأيها حول أداء الفنان بسام كوسا في مسلسل 'وراء الشمس' من حيث روعة تقمصه لشخصية الإنسان المعاق، وإن كنت تذكر عزيزي القارئ دورة رمضان الفائت في الرائعة الدرامية 'سحابة صيف' التي توقفت عندها في حينه، لما أدى بجدارة هائلة دور العجوز الفلسطيني، وقد تكرم عليه تكريما يستحقه، في رمضان هذا يختار بطولة استثنائية أيضا لم تلتفت إليها الدراما العربية بتاريخها كله، لأن الهم الشاغل لها كان يبحث في مثنى وثلاث ورباع الزواج، وما شابه، اليوم يسجل هذا العمل الدرامي سابقة ويجيد اختيار البطل الذي خلق لمهمات صعبة وراقية وإنسانية، فنان يتمكن من الغوص داخل شخصية المعاق يتقمص روحه فكره شكله أسلوبه، يستعير حياته وأحاسيسه ليعلن وجوده وحقه في الكرامة والأمل، 'وراء الشمس' عمل درامي مشحون بقيم إنسانية عديدة وعواطف وانفعالات ثرية تسند الدراما وتعينها على إتمام الشهر الكريم بلا عوائق ملل أو هبل!
رمال متحركة
توقفت قبل عامين في ذات الزاوية عند بطولة من طراز فريد لأسمهان - سلاف فواخرجي - واليوم أقف بذات البطلة من دون بطولة، لأن البطولة الدرامية ليست حكرا ولا وقفا إبداعيا على أحد، وليست قدرا ثابتا أيضا، فالحظ والظرف الزمني والفني قد يلعب دوره في الاحتفاظ بهذا الإبداع من عدمه، ولكن ما يلفت الانتباه في حالة فواخرجي أن الظرف العائلي يتدخل ليشكل ضربة قاضية للقدر والحظ معا، بسبب وائل رمضان - زوجها - وقد جمع العائلة في تخشيبة تسمى كليوباترا فالابن والأخ - أغلب الظن - وهو وحرمه المصون ذهبوا في زيارة عائلية استجمامية إلى التاريخ ولم يعودوا منها سالمين، لضعف الأداء الذي غلب عليه التشتت عن الدور ولعبت اللغة عائقا في الاندماج به، والتمكن منه، عداك عن أن حمزة رمضان لم يجد دوره لذات السبب ولأن الموهبة الحقيقية تنقصه للقبض على دور كان يمكن إسناده لأطفال آخرين أكثر جدارة منه، مما يقلل من فرصة وائل رمضان بالنجاح كمخرج أيضا لم يثبت قدرته على امتلاك رؤية في الاختيار والقيادة لعمل كان يمكن له أن يسجل نقلة في تاريخ الدراما التاريخية، خاصة وأنه يتعرض لقصة ملكة استثنائية ويضم بطلة مميزة هي سلاف فواخرجي، لم يحسن تقديرها ولا الاحتفاظ لها ببريقها كما فعل الخطيب والماجري وحاتم علي، وما عليك سوى العودة إلى دورها في ملوك الطوائف لتعقد مقارنة بسيطة على صعيد الانفعالات الدقيقة لكل حالة وعلى صعيد اللغة أيضا، فتتأكد أن العائلة تخشيبة رمضانية يُزج بها الإبداع لصالح الاعتبارات العائلية، والسؤال: هل تتحول العلاقات العائلية بدورها بعد هذا الفشل الذريع إلى رمل متحرك في صحراوات فنية قاحلة؟ بل السؤال الأكثر إلحاحا على الصعيد الفني: ألا تثبت هذه الإخفاقات لمجموعة أبطال اعتدنا على مشاهدتهم أكثر ألقا مما وصلوا إليه أن المخرج هو البطل الحقيقي لكل عمل، وأن ربط العمل الفني باسم مخرجه ربما يعود من جديد بعدما أصبح مقرونا باسم الممثل البطل؟ حينها عليك أن تتفاءل باستعادة الدراما عافيتها لأن النرجسية الفنية تقتل الطاقم على متن التحليق الإبداعي ولا تنجح في إنقاذ الرحلة الدرامية أبدا ففي تبادل الدفة اختراق فادح لشرعية البطولة!
السلة الرمضانية
أوافق الزميل سليم عزوز رأيه في شيخ العرب همام، مما يبشر خيرا بعودة يحيى الفخراني إلى مستوى من الأداء والاختيار يليق بتاريخه وقدراته.
باسم ياخور في الحجة زهرة، لم يبد على عادته لأن اللهجة لم تمكنه من اقتناص اللحظة الإبداعية، ماذا لوعاد أهل الفن بالذاكرة قليلا إلى الوراء، إلى بسام كوسا في سحابة صيف مثلا وإلى حيث التغريبة الفلسطينية، ليروا كيف تسند اللهجة الأداء الفني الرائع ولا تحبطه، وكيف يمكن لها أن تكون صلة وصل بصدق الموقف العاطفي وليست أداة بتر للتواصل مع ذات الموقف ..
شاعرة عربية تقيم في لندن
لينا أبو بكر
2010-09-01
هنا فضائيات، حيث الطبخ والنفخ التلفزيوني المتعدد النكهات، وحيث الفهلوات الإعلامية المثيرة للشفقة، والشقلبات الدرامية (اللي على قفا مين يشيل) في رمضان، وكل هذا سلمنا فيه ولا حول ولا قوة، أما أن يهل علينا زمن المفاوضات المباشرة زمن العجب العجاب بفضاء ملغوم بالمنتوجات الاسرائيلية فهذه سابقة فضائية مشينة بحق رمضان والأشهر الحرم جميعها! لأنه حتى في الأشهر الحرم يباح القتال ردا للعداوة، ونحن وفي هذا الشهر الكريم الذي انتصر فيه المسلمون في غزوة بدر وموقعة عين جالوت وفتح مكة وعمورية والأندلس والهند ونصر أكتوبر 73، نضع الآن سلاحنا الأخير 'المقاطعة' ونرفع راياتنا البيضاء عاليا في فضاء مدجج بالدعايات التجارية المخصصة للمنتوجات الاسرائيلية، فماذا عسانا نقول؟ اللهم إن الأمة صائمة عن المقاطعة ومفطرة على الدعاية، فأية 'هزلت' تكفي لهذه الواقعة الرمضانية المخزية، بحق أخلاقنا كبشر قبل كوننا أمة إسلامية؟ قبل أعوام خلت بدأ حراك ثوري شعبي عام في الشارع العربي يلبي الدعوة التوعوية إلى شن المعركة الأكثر خطورة في تاريخنا المعاصر، ألا وهي المعركة الاقتصادية، من خلال مقاطعة المنتوجات الأمريكية والاسرائيلية بعد مذبحة مخيم جنين '29/ 3 9/4 2002، وقد أثمرت تلك المعركة نصرا استثنائيا قدرت نتائجه بخسارة مقدارها 250 مليون دولار هزت الاقتصاد الأمريكي، الذي سبقه إلى الخسارة بأعوام الاقتصاد الإسرائيلي بمقدار 90 مليار دولار، ولكن من الذي شد من أزر ذلك الانهيار الاقتصادي حينها؟ إنه ـ بعض - فضائنا الذي كثف إعلاناته التجارية لمجموعة المطاعم الأمريكية الاسرائيلية في بلادنا، بحجة أن في المقاطعة قطع أرزاق للعاملين فيها من أبناء الأمة! علما بأن مقاطعة تلك المطاعم شكلت ما محصلته 50 ' من مجموع النسبة العامة للخسارة، فكيف نفرط بهذا السلاح الاستراتيجي الذي سبقنا إليه الفلسطينيون عام 1922، والمناضل الهندي غاندي واليابانيون بعد الحرب العالمية الثانية والكوبيون منذ أربعين عاما؟ ما الخطة الفضائية المثيرة للشك؟ ربما انها خطة صلة الرحم مع أبناء عمومتنا والله أعلم! ولكن ماذا تقول في مقاطعة الشركات الاسرائيلية في المستوطنات من قبل شركات عالمية في النرويج والسويد وحتى فرنسا، مما أدى إلى خفض معدل إنتاجها بنسبة 40 '؟ أين نحن من هذا الحراك الإنساني الشريف؟ كيف لفضائنا أن يبارك - وفي رمضان كمان دولة الأبارتهايد (Apartheid) بكل هذا الإغواء الفضائي المبتذل للمنتوجات الاسرائيلية، ابتداء بالمشروبات الروحية والساخنة والمعطرات الجوية والعطور ومساحيق الغسيل وليس انتهاء بالمبيدات الحشرية التي أصابتنا بحالة هرش جماعي لمجرد رؤيتها، من خلال الفواصل الإعلانية الهابطة في هذا الفضاء الذي نقل اسرائيل من موقعها الجغرافي الافتراضي إلى بيتنا، حتى أنه لو اغترب أي اسرائيلي عن موقع الكيان الصهيوني الافتراضي ذاك لما شعر بالغربة لأنه سيعثر على صناعاته الوطنية في صحوننا الطائرة كوجبة إفطار ملغومة، واللهم إن أمتي تصوم عن الطعام وتفطر على الفواصل التجارية المشبوهة فأين الرقابة الإعلامية لما تنعدم الرقابة الأخلاقية؟
فضاؤنا يرفع الراية البيضاء، ويودع زمن صناعة البطولة التاريخية في رمضان ليستقبل زمن صناعة الدراما والبطولات الوهمية والفواصل العنصرية بالإعلانات التجارية إياها، فتعتب على 'مين' والمفاوضات المباشرة على ودنه؟ هذا ليس زمن العجب العجاب، إنما زمن تطبيع لاسلكي، تطبيع فضائي على عينك يا ستالايت!
الموضة
الموضة الرائجة لفواصل إعلانية مبالغ فيها حد اللامعقول، ليس لأن الوقت المخصص للفاصل أكثر من المسلسل نفسه فحسب، بل لأن طريقة وأسلوب حبكه تثير الاشمئزاز منه أكثر من الانجذاب إليه، الدعاية أيضا تأتيك على حلقات فكم مرة من عرض دعاية تفاجأ باستطراد يُتم حكاية الدعاية الأولى ويتفوق عليها بالمبالغة و(السماجة)، لا بل إنه لا يراعي معايير المشاهدة الخالية من الشوائب اللاإنسانية، وإلا ماذا تسمي توظيف طفلة هي بطلة في أحد المسلسلات الكوميدية في مقالب لاإنسانية مع زميل والدها - في المسلسل - من أجل الترويج لأحد المنتوجات بحيث تجتهد الطفلة بترتيب مقالب قد تودي بحياة الرجل، مما يخل بالذائقة والمنطق الأخلاقي بالتعامل مع العامل التجاري البحت البعيد كل البعد عن مواصفات ضمان الأمان والسلامة لأطفال من نفس عمر الفتاة او يصغرونها قد تعرضهم مشاهدتها لخطر تقليدها، وبالتالي التسبب في كوارث (ما يعلم فيها إلا ربنا) وكل هذا لماذا؟ للاستئثار بالمنتج بأية وسيلة وأي ثمن فأية قيمة إنسانية وأخلاقية هذه؟ في هذه الإعلانات المسفة دعوة غير مباشرة أو قل مباشرة ما دامت النتيجة واحدة - للتخلي عن كل المبادئ والأسس السليمة في التعاطي مع الآخرين بأسلوب مهذب وقويم، ثم إنه إخلال متعمد بمنطق التربية الصحيحة وتشويه لصورة العلاقات الاجتماعية الطبيعية بين البشر مما يجافي الحس الفكاهي في الحلقة الإعلانية ويقترب من التخبط التجاري المعاق أخلاقيا، بلا أدنى إحساس بالمسؤولية ولا احترام لإحساس أو مخيلة الطفل المشاهد، أما من رقابة على هذه المواد الإعلانية المستهجنة تحدد لها شروطها الخاصة قبل الأخذ بها؟ أم أن العامل المادي له الأولوية قبل أية اعتبارات أخرى؟ العتب على مين إذن؟ العتب على الفضاء 'اللي ولا على باله'!
رجل المهمات الصعبة
أوافق الزميلة ميساء التي كتبت في هذه الزاوية رأيها حول أداء الفنان بسام كوسا في مسلسل 'وراء الشمس' من حيث روعة تقمصه لشخصية الإنسان المعاق، وإن كنت تذكر عزيزي القارئ دورة رمضان الفائت في الرائعة الدرامية 'سحابة صيف' التي توقفت عندها في حينه، لما أدى بجدارة هائلة دور العجوز الفلسطيني، وقد تكرم عليه تكريما يستحقه، في رمضان هذا يختار بطولة استثنائية أيضا لم تلتفت إليها الدراما العربية بتاريخها كله، لأن الهم الشاغل لها كان يبحث في مثنى وثلاث ورباع الزواج، وما شابه، اليوم يسجل هذا العمل الدرامي سابقة ويجيد اختيار البطل الذي خلق لمهمات صعبة وراقية وإنسانية، فنان يتمكن من الغوص داخل شخصية المعاق يتقمص روحه فكره شكله أسلوبه، يستعير حياته وأحاسيسه ليعلن وجوده وحقه في الكرامة والأمل، 'وراء الشمس' عمل درامي مشحون بقيم إنسانية عديدة وعواطف وانفعالات ثرية تسند الدراما وتعينها على إتمام الشهر الكريم بلا عوائق ملل أو هبل!
رمال متحركة
توقفت قبل عامين في ذات الزاوية عند بطولة من طراز فريد لأسمهان - سلاف فواخرجي - واليوم أقف بذات البطلة من دون بطولة، لأن البطولة الدرامية ليست حكرا ولا وقفا إبداعيا على أحد، وليست قدرا ثابتا أيضا، فالحظ والظرف الزمني والفني قد يلعب دوره في الاحتفاظ بهذا الإبداع من عدمه، ولكن ما يلفت الانتباه في حالة فواخرجي أن الظرف العائلي يتدخل ليشكل ضربة قاضية للقدر والحظ معا، بسبب وائل رمضان - زوجها - وقد جمع العائلة في تخشيبة تسمى كليوباترا فالابن والأخ - أغلب الظن - وهو وحرمه المصون ذهبوا في زيارة عائلية استجمامية إلى التاريخ ولم يعودوا منها سالمين، لضعف الأداء الذي غلب عليه التشتت عن الدور ولعبت اللغة عائقا في الاندماج به، والتمكن منه، عداك عن أن حمزة رمضان لم يجد دوره لذات السبب ولأن الموهبة الحقيقية تنقصه للقبض على دور كان يمكن إسناده لأطفال آخرين أكثر جدارة منه، مما يقلل من فرصة وائل رمضان بالنجاح كمخرج أيضا لم يثبت قدرته على امتلاك رؤية في الاختيار والقيادة لعمل كان يمكن له أن يسجل نقلة في تاريخ الدراما التاريخية، خاصة وأنه يتعرض لقصة ملكة استثنائية ويضم بطلة مميزة هي سلاف فواخرجي، لم يحسن تقديرها ولا الاحتفاظ لها ببريقها كما فعل الخطيب والماجري وحاتم علي، وما عليك سوى العودة إلى دورها في ملوك الطوائف لتعقد مقارنة بسيطة على صعيد الانفعالات الدقيقة لكل حالة وعلى صعيد اللغة أيضا، فتتأكد أن العائلة تخشيبة رمضانية يُزج بها الإبداع لصالح الاعتبارات العائلية، والسؤال: هل تتحول العلاقات العائلية بدورها بعد هذا الفشل الذريع إلى رمل متحرك في صحراوات فنية قاحلة؟ بل السؤال الأكثر إلحاحا على الصعيد الفني: ألا تثبت هذه الإخفاقات لمجموعة أبطال اعتدنا على مشاهدتهم أكثر ألقا مما وصلوا إليه أن المخرج هو البطل الحقيقي لكل عمل، وأن ربط العمل الفني باسم مخرجه ربما يعود من جديد بعدما أصبح مقرونا باسم الممثل البطل؟ حينها عليك أن تتفاءل باستعادة الدراما عافيتها لأن النرجسية الفنية تقتل الطاقم على متن التحليق الإبداعي ولا تنجح في إنقاذ الرحلة الدرامية أبدا ففي تبادل الدفة اختراق فادح لشرعية البطولة!
السلة الرمضانية
أوافق الزميل سليم عزوز رأيه في شيخ العرب همام، مما يبشر خيرا بعودة يحيى الفخراني إلى مستوى من الأداء والاختيار يليق بتاريخه وقدراته.
باسم ياخور في الحجة زهرة، لم يبد على عادته لأن اللهجة لم تمكنه من اقتناص اللحظة الإبداعية، ماذا لوعاد أهل الفن بالذاكرة قليلا إلى الوراء، إلى بسام كوسا في سحابة صيف مثلا وإلى حيث التغريبة الفلسطينية، ليروا كيف تسند اللهجة الأداء الفني الرائع ولا تحبطه، وكيف يمكن لها أن تكون صلة وصل بصدق الموقف العاطفي وليست أداة بتر للتواصل مع ذات الموقف ..
شاعرة عربية تقيم في لندن
الخميس 06 أبريل 2023, 01:31 من طرف المهندس رائد الجندي
» افضل ساعتين في يوم رمضان
الخميس 06 أبريل 2023, 01:30 من طرف المهندس رائد الجندي
» ليلة القدر
الخميس 06 أبريل 2023, 01:30 من طرف المهندس رائد الجندي
» أسأل الله لكم فى شهر رمضان
الخميس 06 أبريل 2023, 01:29 من طرف المهندس رائد الجندي
» كل عام وانتم بخير
الخميس 06 أبريل 2023, 01:28 من طرف المهندس رائد الجندي
» موقع رائع في رمضان
الخميس 06 أبريل 2023, 01:28 من طرف المهندس رائد الجندي
» حين كبرت وعرفت حقيقة الهند تمنيت أن أكون هندياً
السبت 25 فبراير 2023, 23:14 من طرف المهندس رائد الجندي
» آل الجندي في مصر
الثلاثاء 27 أبريل 2021, 14:55 من طرف المهندس رائد الجندي
» سلامي لجميع أفراد عائلة الجندي
السبت 10 أبريل 2021, 18:01 من طرف المهندس رائد الجندي
» أنتشار آل الجندي
الأربعاء 20 يونيو 2018, 13:21 من طرف husam
» تصريح موثق لنسب الجندي للعباسين
الأربعاء 20 يونيو 2018, 13:16 من طرف husam
» عائلة الجندي في اليمن
الأربعاء 20 يونيو 2018, 13:13 من طرف husam
» أصل العائلة بين الموروث الأزدي و النسب العباسي
الأربعاء 20 يونيو 2018, 12:20 من طرف husam
» نبذات الوصل لذرية أمير المؤمنين الخليفة أبي جعفر منصور المستنصر بالله العباسي
الأربعاء 20 يونيو 2018, 12:00 من طرف husam
» جد عائلة الجندي الفرع الذي كان يقطن المنسي وذريته
الأربعاء 15 يونيو 2016, 21:43 من طرف المهندس رائد الجندي
» كل عام وأنتم بخير - شهر رمضان
الأربعاء 15 يونيو 2016, 21:42 من طرف المهندس رائد الجندي
» نعي سيده فاضله
الجمعة 14 نوفمبر 2014, 19:28 من طرف Admin مدير الموقع
» السلام عليكم
الثلاثاء 30 سبتمبر 2014, 18:14 من طرف Admin مدير الموقع
» كل عام وجميع أفراد آل الجندي في كل مكان بالف خير
السبت 27 سبتمبر 2014, 14:33 من طرف أنور الجندي
» كل عام وانتم بخير بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك
الجمعة 26 سبتمبر 2014, 19:07 من طرف Admin مدير الموقع